التخطي إلى المحتوى الرئيسي

خطوات التعلم الذاتي Self learning steps



خطوات التعلم الذاتي  Self learning steps


يقول ألبرت آينشتاين في أحد مقولاته الشهيرة: “التعلم المدرسي سيجلب لك وظيفة، أمّا التعلم الذاتي سيجلب لك عقلًا.” وهذه من الأشياء التي يمكنها أن تجعلنا ندرك أهمية هذا النوع من التعلم في حياتنا، وكيف يؤثر عليها بالإيجاب؛ لا سيما مع التقدم الحادث في عالم اليوم، ووجود المصادر المختلفة التي يمكننا الاعتماد عليها في تحصيل العلوم.

لماذا نحتاج إلى التعلم الذاتي في حياتنا؟

للتعلم الذاتي مجموعة من الفوائد المختلفة، وسوف نؤكد هنا على بعضها، وتحديدًا المرتبط بتوظيف التعلم الذاتي في مساعدتنا في التعلم المدرسي.
1- توفير المال: تكلفة إحضار معلم في الوقت الحالي هي مسألة تحتاج إلى مال كثير، لكن مع استخدام التعلم الذاتي فإنّه يمكن لنا توفير المال.
2- تحمل المسؤولية: عندما تكون مطالبًا بتعلم كل شيء بمفردك، فهذا من شأنه أن يساعدك في تحمل مسؤولية التعلم كاملةً، وهو الأمر الذي يمكنه أن ينعكس على حياتك بالإيجاب.
3- مساعدتك في تعلم ما تريد دون إجبار: على عكس التعلم المدرسي الذي يلزمك بمنهج معين، فإنّ التعلم الذاتي يمنحك الفرصة لاختيار ما تريد تعلمه، وذلك بسبب توفر  مصادر متنوعة.
4- الاعتماد على الذات: أثناء عملية التعلم الذاتي، فإنّك سوف تعتمد على ذاتك كليًا بدون معلم، وهو أيضًا من الأشياء التي سوف تؤثر في حياتك بالإيجاب؛ لأنّه سوف يعطيك العديد من الخبرات، وسوف تمر بتجارب مختلفة، وسوف تتعلم كيف تعتمد على ذاتك طوال الوقت.

خطوات التعلم الذاتي

الخطوة الأولى: حدّد ما تريد تعلمه

توجد العديد من المصادر للتعلم كما ذكرنا، وهو شيء إيجابي بالتأكيد؛ لأنّه يعطينا مساحة كبيرة من التعلم، ويساعدنا على اختيار المصادر التي نريدها، لكنه قد يؤثر علينا بالسلب في بعض الأحيان؛ لأنّ وجود المصادر الكثيرة قد يجعلنا حائرين بينها، ولا نتمكن من تحديد أيها يناسبنا أكثر.
لذلك فالخطوة الأولى هي أن تحدد لنفسك ما تريد تعلمه بالتحديد، وبعد ذلك تبحث عن المصادر التي توفر لك تعلمه.
يمكنك أن تسأل من حولك عن ترشيحاتهم لأفضل المصادر، وأيضًا العديد من الدورات الموجودة على مواقع التعلم حاليًا، توفر لك قائمة بالمحتوى الذي سوف تتعلمه في الدورة، وبالتالي يمكنك أن تقرأ لتحدد مدى التوافق بين ما تريده وبين الموجود، لتقرر في النهاية المصدر المناسب لك.

الخطوة الثانية: استعد لعملية التعلم جيدًا

 عندما تقرر ممارسة التعلم الذاتي، فمن المحتمل أن تقع في الفخ الذي تعرض له العديد من الأشخاص من قبلك، وهو شعورك بأنّك لا تريد الاستمرار والمتابعة، وبدلًا من ذلك ترغب في قضاء وقت ممتع على مواقع التواصل الاجتماعي، أو مشاهدة فيلم معين، أو حتى الخروج مع الأصدقاء.
لذلك عليك أن تستعد جيدًا لعملية التعلم، وأن تتأكد من رغبتك في فعل ذلك، أن تقسم جدول التعلم على أوقات محددة من البداية، بحيث تكون ملتزمًا بها ولا تخرج عنها لأي سبب من الأسباب، واحرص على أن تكون هذه الأوقات كافية من أجل التعلم، وكذلك بعيدة عن أوقات الترفيه، فالحرص الأول سيساعدك على التعلم الصحيح وإدراك الفائدة الكاملة، والحرص الثاني سيساعدك على أن تلتزم دون شعور بالضيق من كونه وقت الترفيه وأنت تقضيه في التعلم.

الخطوة الثالثة: دوّن ما تتعلمه باستمرار

غالبًا نقوم بتقسيم التعلم إلى مجموعة من المحاضرات، لا سيما عندما يرتبط ما نتعلمه بكونه شيء نحتاج إليه في التعلم المدرسي.
لذلك حتى نحصل على أكبر قدر من الفائدة، علينا أن نقوم بتدوين ما نتعلمه باستمرار. أثناء مشاهدة أو قراءة أي محاضرة، علينا أن نكتب أهم النقاط التي نراها، وعندما ننتهي من المتابعة، علينا أن نجهز ملخصًا لها يحتوي النقاط الرئيسية، بحيث نستخدمها فيما بعد عندما نحتاج إليها.
التدوين من أكثر الأشياء التي تساعدنا على حفظ وتذكر ما نتعلمه، وهو شيء مطلوب سواءً من أجل ما نتعلمه وحده، أو لاستخدامه في الدراسة.

الخطوة الرابعة: احرص على مشاركة ما تتعلمه

قد يظن البعض لأنّنا نمارس التعلم الذاتي، فإنّنا لا نحتاج إلى مشاركة ما نتعلمه مع الآخرين، وهذا الأمر ليس صحيحًا مائة في المائة، فأحيانًا نقل المعلومة إلى الآخرين ومشاركتها معهم يساعدنا في التعلم أكثر من أي شيء آخر.
بل إنّه في الكثير من الأحيان فإنّ مشاركة المعلومات يفتح لنا آفاقًا متعددة في التعلم، يجعلنا نرى بعض الأشياء بصورة أفضل من رؤيتنا الشخصية المعتادة.
وفي حالة توظيف التعلم الذاتي في التعلم المدرسي، فإنّ المشاركة سوف تمثل عاملًا هامًا في صنع تكامل بين الاثنين.
يمكنك أن تحدد موعدًا ثابتًا لمشاركة ما تتعلمه، بحيث يساعدك هذا على الالتزام أكثر في عملية التعلم الذاتي.

الخطوة الخامسة: قيّم عملية التعلم أولًا بأول

من الصعوبات التي تواجهنا في التعلم الذاتي هي أنّه لا يوجد وسيلة تقييم موجودة بصورة مستمرة، وبالتالي فهي مسؤولية الشخص في المقام الأول أن يقوم بتقييم ما يتعلمه.
لذلك عليك أن تضع لنفسك موعدًا محددًا للتقييم، وتبدأ في الإجابة على هذه الأسئلة:
  • هل أنجزت المحتوى المطلوب مني خلال هذه الفترة؟
  • هل حققت الفائدة التي أريدها؟
  • ما هي المشاكل التي واجهتني أثناء عملية التعلم؟
وبناءً على إجابة هذه الأسئلة، قم بتغيير خطتك لتوافق تحقيق احتياجاتك القادمة، وكذلك لتساعدك على التخلص من المشاكل التي تواجهك.
تذكر دائمًا أنّ مفتاح النجاح في التعلم الذاتي يعتمد على التزامك في فعل ذلك، فإن تعلمت كيف تصبح ملتزمًا طوال الوقت في التعلم، وبدأت في تطبيق الخطوات المذكورة في المقال، فإنّك سوف تضع نفسك في الطريق الصحيح لأن تجعل من التعلم الذاتي أسلوب حياة.

تعليقات

فن الخشب wood art

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب تعليم المتعلم طريق التعلم 3

كتاب تعليم المتعلم طريق التعلم 3 مؤلفه برهان الإسلام الزرنوجي الفقيه الحنفي . اشتهر كتابه ولم يشتهر هو رحمه الله، والمعلومات عنه قليلة جدا. آثرنا نشر كتابه في بدء هذه المدونة على حلقات استفادة وتبركا قال رحمه الله: فصل فى الجد والمواظبة والهمة           ثم لا بد من الجد والمواظبة والملازمة لطالب العلم، وإليه الإشارة فى القرآن بقوله تعالى: يا يحيى خذ الكتاب بقوة. وقوله تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا.           قيل:           بجـد لا بجــد كــل مـجــد         فهل جد بلا جد بمجدى           فكم من عبد يقوم مقام حر        وكم حر يقوم مقام عبد           وقيل: من طلب شيئا وجد وجد، ومن قرع الباب ولج ولج.           وقيل: بقدرما تتعنى تنال ما تتمنى.           وقيل: يحتاج فى التعلم والتفقه إلى جد ثلاثة: المتعلم، والأستاذ، والأب، إن كان فى الأحياء.           أنشدنى الشيخ الإمام الأجل الأستاذ سديد الدين الشيرازى للشافعى رحمهما الله: الجـــد يــدنـى كــل أمـر شـاسـع                               والـجــد يفــتـح كــل باب مــغـلـق وأحق خلق الله تعالى

كتاب تعليم المتعلم طريق التعلم 6

كتاب تعليم المتعلم طريق التعلم 6 مؤلفه برهان الإسلام الزرنوجي الفقيه الحنفي . اشتهر كتابه ولم يشتهر هو رحمه الله، والمعلومات عنه قليلة جدا. آثرنا نشر كتابه في بدء هذه المدونة على حلقات استفادة وتبركا قال رحمه الله: فصل فيما يورث الحفظ وفيما يورث النسيان           وأقوى أسباب الحفظ: الجد والمواظبة، وتقليل الغذاء، وصلاة الليل، وقراءة القرآن من أسباب الحفظ.           قيل: ليس شيئ أزيد للحفظ من قراءة القرأن نظرا، والقراءة نظرا أفضل لقوله عليه الصلاة والسلام: أعظم أعمال أمتى قراءة القرآن نظرا. ورأى شداد بن حكيم بعض إخوانه فى المنام، فقال لأخيه: أى شيئ وجدته أنفع؟ قراءة القرآن نظرا.           ويقول عند رفع الكتاب: بسم الله وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله اكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم العزيز العليم، عدد كل حرف كتب ويكتب أبد الآبدين ودهر الداهرين.           ويقول بعد كل مكتوبة: آمنت بالله الواحد الأحد الحق، وحده لا شريك له، وكفرت بما سواه.           ويكثر الصلاة على النبى عليه السلام فإن ذكره رحمة للعالمين.           [قال الشافعى رضى ال

كتاب تعليم المتعلم طريق التعلم 2

كتاب تعليم المتعلم طريق التعلم 2 مؤلفه برهان الإسلام الزرنوجي الفقيه الحنفي . اشتهر كتابه ولم يشتهر هو رحمه الله، والمعلومات عنه قليلة جدا. آثرنا نشر كتابه في بدء هذه المدونة على حلقات استفادة وتبركا قال رحمه الله: فصل فى اختيار العلم والأستاذ والشريك والثبات           وينبغى لطالب العلم أن يختار من كل علم أحسنه وما يحتاج إليه فى أمر دينه فى الحال، ثم ما يحتاج إليه فى المآل.           ويقدم علم التوحيد والمعرفة ويعرف الله تعالى بالدليل، فإن إيمان المقلد ـ وإن كان صحيحا عندنا ـ لكن يكون آثما بترك الإستدلال.           ويختار العتيق دون المحدثات، قالوا: عليكم بالعتيق وإياكم بالمحدثات، وإياك أن تشتغل بهذا الجدال الذى ظهر بعد انقراض الأكابر من العلماء، فإنه يبعد عن الفقه ويضيع العمر ويورث الوحشة والعداوة، وهو من أشراط الساعة وارتفاع العلم والفقه،كذا ورد فى الحديث.           أما اختيار الأستاذ: فينبغى أن يختار الأعلم والأورع والأسن، كما اختار أبو حنيفة، رحمة الله عليه، حماد بن سليمان، بعد التأمل والتفكير، قال: وجدته شيخا وقورا حليما صبورا فى الأمور.           وقال: ث